وكيت وكيت بالكسر والتاء فيهما هاء في الأصل فصارت تاء وفي النهاية الكواثب جمع كاثبة وهي من الفرس مجتمع كتفيه قدام السرج وقال رجل قدم بضمتين أي شجاع ومضى قدما أي لم يعرج ولم ينثن وقال فيه الإيمان يمان والحكمة يمانية إنما قال ذلك لأن الإيمان بدا من مكة وهي من تهامة وتهامة من أرض اليمن ولهذا يقال الكعبة اليمانية وقيل إنه قال هذا القول للأنصار لأنهم يمانون وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وآووهم فنسب الإيمان إليهم وقال الجوهري اليمن بلاد للعرب والنسبة إليهم يمني ويمان مخففة والألف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه وبعضهم يقول يماني بالتشديد انتهى وقال في شرح السنة هذا ثناء على أهل اليمن لإسراعهم إلى الإيمان وحسن قبولهم إياه.
قوله صلىاللهعليهوآله لو لا الهجرة لعل المعنى لو لا أني هجرت عن مكة لكنت اليوم من أهل اليمن إذ مكة منها أو المراد أنه لو لا أن المدينة كانت أولا دار هجرتي واخترتها بأمر الله لاتخذت اليمن وطنا أو الغرض أنه لو لا أن الهجرة أشرف لعددت نفسي من الأنصار وفي النهاية فيه إن الجفاء والقسوة في الفدادين الفدادون بالتشديد هم الذين تعلو أصواتهم في حروثهم ومواشيهم واحدهم فداد يقال فد الرجل يفد فديدا إذا اشتد صوته وقيل هم المكثرون من الإبل وقيل هم الجمالون والبقارون والحمارون والرعيان وقيل إنما هو الفدادين مخففا واحدها فدان مشددا وهي البقر التي يحرث بها وأهلها أهل جفاء وقسوة (١) انتهى.
قوله أصحاب الوبر أي أهل البوادي فإن بيوتهم يتخذونها منه قوله من حيث يطلع قرن الشمس قال الجوهري قرن الشمس أعلاها وأول ما يبدو منها في الطلوع انتهى ولعل المراد أهل البوادي من هاتين القبيلتين الكائنتين في مطلع الشمس أي في شرقي المدينة وروي في شرح السنة بإسناده عن عقبة بن عمرو قال أشار رسول الله صلىاللهعليهوآله بيده نحو اليمن فقال الإيمان يمان هاهنا إلا أن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر
__________________
(١) في النهاية : اهل جفاء وغلظة. ج ٣ ، ص ١٨٧.