ما هم عليه من سيئ أعمالهم وحسنها في قدر أذن الفأرة ثم أنزل بذلك قرآنا على نبيه فقال « إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » (١) وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله هو المتوسم وأنا بعده والأئمة من ذريتي هم المتوسمون (٢).
تفسير الفرات : عن أحمد بن يحيى معنعنا عن أبي جعفر عليهالسلام مثله (٣).
٦ ـ العلل : عن علي بن أحمد عن محمد بن أبي عبد الله عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن جعفر بن سليمان عن أبي أيوب الخراز عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام لأي علة جعل الله عز وجل الأرواح في الأبدان بعد كونها في ملكوته الأعلى في أرفع محل فقال عليهالسلام إن الله تبارك وتعالى علم أن الأرواح في شرفها وعلوها متى ما تركت على حالها نزع أكثرها إلى دعوى الربوبية دونه عز وجل فجعلها بقدرته في الأبدان التي قدر لها في ابتداء التقدير نظرا لها ورحمة بها وأحوج بعضها إلى بعض وعلق بعضها على بعض ورفع بعضها على بعض ورفع بعضها فوق بعض درجات وكفى (٤) بعضها ببعض وبعث إليهم رسله واتخذ عليهم حججه مبشرين ومنذرين يأمرون بتعاطي العبودية والتواضع لمعبودهم بالأنواع التي تعبدهم بها ونصب لهم عقوبات في العاجل وعقوبات في الآجل ومثوبات في العاجل ومثوبات في الآجل ليرغبهم بذلك في الخير ويزهدهم في الشر وليذلهم (٥) بطلب المعاش والمكاسب فيعلموا بذلك أنهم بها مربوبون وعباد مخلوقون ويقبلوا على عبادته فيستحقوا بذلك نعيم الأبد وجنة الخلد ويأمنوا من النزوع إلى ما ليس لهم بحق.
ثم قال عليهالسلام يا ابن الفضل إن الله تبارك وتعالى أحسن نظرا لعباده منهم لأنفسهم ألا ترى أنك لا ترى فيهم إلا محبا للعلو على غيره حتى إنه يكون منهم
__________________
(١) الحجر : ٧٥.
(٢) البصائر : ٣٥٦.
(٣) تفسير الفرات : ٨١.
(٤) كفأ ( ظ ).
(٥) في بعض النسخ « ليدلهم » بالدال المهملة.