إن شخصا تراءى لي ما رأيت صورة إلا وهو أحسن (١) منها فقال يا فتى أظنك تتولى آل محمد صلىاللهعليهوآله فقلت نعم فقال إن هاهنا رجل من آل محمد صلىاللهعليهوآله هل لك أن تؤجر وتسلم عليه فقلت بلى فأدخلني من هذه الحيطان (٢) وهو يمشي أمامي.
فلما أن سار غير بعيد نظرت فلم أر شيئا وغشي علي فبقيت مغشيا علي لا أدري أين أنا من أرض الله حتى كان الآن فإذا قد أتاني آت وحملني حتى أخرجني إلى الطريق فأخبرت أبا عبد الله عليهالسلام بذلك فقال ذلك الغوال (٣) أو الغول نوع من الجن يغتال الإنسان فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده وإن أرشدكم فخالفوه (٤) وإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك أو في فلاة من الأرض فأذن في وجهه وارفع صوتك وقل سبحان الذي جعل في السماء نجوما « رُجُوماً » (٥) « لِلشَّياطِينِ » عزمت عليك يا خبيث بعزيمة الله التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطئ وجعلت سمع الله على سمعك وبصرك وذللتك بعزة الله وقهرت سلطانك بسلطان الله يا خبيث لا سبيل لك فإنك تقهره إن شاء الله وتصرفه عنك.
فإذا ضللت الطريق فأذن بأعلى صوتك وقل يا سيارة الله دلونا على الطريق يرحمكم الله أرشدونا يرشدكم الله فإن أصبت وإلا فناد يا عتاة الجن ويا مردة الشياطين أرشدوني ودلوني على الطريق وإلا أشرعت (٦) لكم بسهم الله المصيب إياكم عزيمة علي بن أبي طالب يا مردة الشياطين « إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ » مبين الله غالبكم
__________________
(١) في المصدر : احسن منه.
(٢) في المصدر : بين هذه الحيطان.
(٣) هكذا في الكتاب ومصدره ولعله مصحف والصحيح : ذلك الغول.
(٤) في نسخة من المصدر : فخالفه.
(٥) في المصدر : ورجوما.
(٦) في المصدر : انتزعت ( اسرعت خ ل ).