عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن ابن طريف عن ابن نباتة قال سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن صفة المؤمن فنكس صلى الله عليه واله رأسه ثم رفعه فقال في المؤمنين عشرون خصلة فمن لم يكن فيه لم يكمل إيمانه يا علي إن المؤمنين هم الحاضرون إلى آخر الخبر (١) وسنشير إلى بعض الاختلاف.
بيان : بيض بالكسر جمع أبيض ويحتمل فيه وفي نظائره الجر والرفع يشيرون بأصابعهم استهزاء وإشارة إلى عيوبهم والأوس والخزرج (٢) قبيلتان من الأنصار بليت منهم الأبدان أي خلقت ونحفت لكثرة العبادة والرياضة ودقت منهم الرقاب لنحافتهم واصفرت منهم الألوان لكثرة سهرهم وصومهم وقد تواضعوا بالكلام الباء بمعنى في أي كانوا يتكلمون بالتواضع بعضهم لبعض أو تكلموا معه بالتواضع.
وفي بعض النسخ تواصفوا بالصاد المهملة والفاء أي كان يصف بعضهم لبعض بالكلام لا بالإشارة كما مر في الفرقة الأخرى أو لم يكن كلامهم لغوا بل كانوا يصفون ما سمعوا من الرسول صلى الله عليه واله وجميع مؤمنون أي ظاهرا ويحتمل الاستفهام بصفة المؤمن أي الواقعي وفي القاموس الناكس المتطأطئ رأسه ونكس الرأس لعسر العمل بتلك الصفات والاتصاف بها وتركها بعد السماع أسوأ لهم كما مر في حقوق الإخوان.
وقيل : النكس كان للتأسف على أحوال قريش والتفكر فيما علم أنهم يفعلونه بأوصيائه وأهل بيته بعده الحاضرون الصلاة أي للإتيان بها جماعة إلى
__________________
(١) أمالي الصدوق ص ٣٢٦ ، المجلس : ٨١.
(٢) هما بطنان عظيمان من الازد من القحطانية ، وهم بنو أوس وبنو الخزرج ابنا حارثة بن ثعلبة البهلول بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق ابن ثعلبة العنقاء بن مازن بن الازد.
كانوا في الجاهلية يعبدون مناة ، وإذا حجوا وقفوا مع الناس ، فإذا نفروا أتوا مناة وحلقوا رءوسهم عنده ، وأقاموا عنده لا يرون لحجهم تماما الا بذلك.