لم يكن يقف عند حدود ، ولا يرجع إلى دين ، حتى أن خالداً القسري كان يتقاضى راتباً سنوياً قدره عشرون مليون درهم ، بينما كان ما يختلسه كان يتجاوز المئة مليون (١).
بل إننا نجد : أن من يقال عنه : أنه من أزهد الناس ، وهو عمر بن الخطاب ، بل يقولون : إنه لم يترك صامتاً (٢). وكان يرتزق من بيت المال ، ويقتر على نفسه كثيراً ، كما ذكرته بعض النصوص ، وكانت قد أصابته خصاصة ، فاستشار الصحابة فأشاروا عليه أن يأكل من بيت المال ما يقوته (٣).
ولما حج فبلغت نفقته ستة عشر ديناراً قال : أسرفنا في هذا المال (٤).
إن عمر هذا .. قد أصدق زوجته أربعين ألف درهم أو دينار (٥). وقيل مئة ألف (٦). كما أنه أعطى صهراً له قدم من مكة عشرة آلاف درهم
__________________
= ص ٤٠٥ و ٤٢٠ و ٤٢٤ و ٤٣٥ والعقد الفريد ج ٤ ص ٣٢٢ ـ ٣٢٤ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٤١ ـ ٢٥٠. وغير ذلك كثير.
١ ـ السيادة العربية والشيعة والإسرائيليات ص ٣٢ و ٢٥ و ٢٤ وغير ذلك من صفحات ، ترجمة الدكتور حين إبراهيم حسن ، ومحمد زكي إبراهيم.
وفي البداية والنهاية ج ٩ ص ٣٢٥ : أن دخل خالد القسري كان عشرة ملايين دينار سنوياً.
٢ ـ جامع بيان العلم ج ٢ ص ١٧.
٣ ـ راجع طبقات ابن سعد ج ٣ قسم ١ ص ٢٢١ و ٢٢٢ ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ص ٤١١ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٣٠١.
٤ ـ تاريخ الخلفاء ص ١٤١ وطبقات ابن سعد ط صادر ج ٣ ص ٣٠٨ و ٢٧٩ ودلائل الصدق ج ٣ قسم ١ ص ٢١٢ عن تاريخ الخلفاء والصواعق المحرقة.
٥ ـ الفتوحات الإسلامية لدحلان ج ٢ ص ٥٥ والتراتيب الإدارية ج ٢ ص ٤٠٥ والبحر الزخار ج ٤ ص ١٠٠ وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ١٩٠ وعدة رسائل للشيخ المفيد ص ٢٢٧.
وقيل : عشرة آلاف.
٦ ـ أنساب الأشراف ( بتحقيق المحمودي ) ج ٢ ص ١٩٠ وعدة رسائل للشيخ المفيد ، المسائل السروية ص ٢٢٧.