وتزوج عبد الله بن أبي ربيعة بنصرانية أيضاً وذلك في زمن عمر (١).
وعثمان أيضاً تزوج بنائلة بنت الفرافصة على نسائه وهي نصرانية (٢).
ومع أنه قد كان لعمر غلام نصراني لم يسلم ، وقد أعتقه حين وفاته (٣).
إلا أننا نجده يعترض على أبي موسى ، لأن كاتبه غلام نصراني (٤).
ويقول الجاحظ : « اكثر من قتل في الزندقة ممن كان ينتحل الإسلام ويظهره هم الذين كان آباؤهم نصارى ، على أنك لو عددت اليوم أهل الظنة ومواضع التهمة لم تجد أكثرهم إلا كذلك » (٥).
ولو أردنا استقصاء هذه الأمور لطال بنا الأمر ..
وعلى كل حال .. فإن تربية تلك الجواري للنشء الجديد ـ قد كان من شأنه أن يخفض من المستوى الديني ، ومن مستوى الالتزام بالأحكام الإسلامية لدى ذلك النشء بالذات .. وهذا بطبيعة الحال ـ من شأنه أن يشكل خطراً جدياً على الإسلام وعلى المسلمين ، ولذلك .. فإننا نجد الأئمة عليهمالسلام يهتمون بتربية العبيد والجواري تربية إسلامية صالحة ، ثم عتقهم (٦).
وقد شجع الإسلام العتق على نطاق واسع. وجعل له من الإسباب الإلزامية والراجحة الشيء الكثير ، الذي من شأنه أن يقضي على ظاهرة العبودية من اساسها. بل لقد اعتبر العتق في نفسه راجحاً ، ومن دون أي سبب.
__________________
١ ـ نسب قريش : ص ٣١٨ و ٣١٩.
٢ ـ تفسير الخازن : ج ١ ص ٤٣٩.
٣ ـ التراتيب الإدارية : ج ١ ص ١٠٢ عن ابن سعد : ج ٦ ص ١٠٩ ط ليدن وص ١٥٥ ط صادر. وحلية الأولياء ج ٩ ص ٣٤ وعن كنز العمال : ج ٥ / ٥٠ عن ابن سعد وسعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم.
٤ ـ عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ١ ص ٤٣ والدر المنثور : ج ٢ ص ٢٩١. عن ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان.
٥ ـ ثلاث رسائل للجاحظ. رسالة الرد على النصارى : ص ١٧.
٦ ـ راجع كتابنا : دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام المجلد الأول : بحث الإمام السجاد باعث الإسلام من جديد.