وتموت بموته ، لا تكاد تفارقه لمحة بصر ولا طرفة عين ، وهي منحة إلهيّة وعطاء ربّاني تحجب صاحبها عن الوقوع في المعصية وكلِّ خطأ وسهوٍ ونسيانٍ ، وهي علامة كمال المتمتّع بها والحائز عليها كمالاً فوق كمال المخلوقات جميعاً ، تعصم صاحبها حتى في منامه ، إذ المعصوم تنام عيناه ولا ينام قلبه ، ويغفو بصره ولا يغفو فؤاده قطّ ، بل منتبه يقظ حسّاس في كلّ لحظة من لحظات حياته ، لا يغفو ولا يغفل ولا يسهو ولا ينسى ولا يَخطأ طرفة عين ، علاوة على أنّه يتمتّع بالعلم التّام والمعرفة الكاملة بقبح الامور وحسنها ، لأنّه يرى الأشياء والأعمال والأفعال على حقيقتها رأي العين ، ويعلم بها علمَ اليقين ، ويَبْصُرُ بها عينَ اليقين ، ويدركها حقّ اليقين ، وهي عطاء ولطف من الله ـ تعالى ـ ، وهي مختصّة بالأنبياء الأئمة عليهالسلام وحالات نادرة اُخرى نصّت عليها الشّريعة الغرّاء وأكدتها النّصوص الصّحيحة أو كان من ضروريّات الدّين والمذهب كما هو الحال في الصّديقة الطاهرة السّيّدة فاطمة الزّهراء عليهالسلام ، والسّيّدة مريم ابنة عمران عليهالسلام ، وسيّدنا الخضر عليهالسلام.
س) : إذا كانت عصمة الأنبياء والائمّة عليهالسلام من الله ـ تعالى ـ كما تقولون ، فما هو فضلهم على النّاس ؟ وبماذا يستحقّون هذه الدّرجات الرّفيعة والمنازل العالية ؟