وأمّا الرّسول فهو قسم خاصّ من الأنبياء ، وأخصّ من النّبي لأنّه صاحب شريعة سماوية وكتاب من الله ـ تعالى ـ يحمل بين دفّتيه أحكام الله في العبادات والمعاملات وقوانينه الّتي شرّعها لأهل ذلك الزّمان ، وكلّ شريعة جديدة تنسخ الشريعة الّتي قبلها ، فشريعة نبيّنا الخاتم محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم قد نسخت شريعة عيسى عليهالسلام ، وشريعة سيّدنا المسيح ـ الإنجيل ـ نسخت شريعة سيدنا موسى عليهالسلام وهكذا.
فجميع الرُّسل أنبياء ، وبعض الأنبياء
رُسُلٌ ، وبعضهم ليسوا برُسُلٍ ، ولكلّ رسول شريعة وكتاب ، وأمّا الأنبياء فإنّهم يتّبعون شريعة الرَّسول الذي كان قبلهم ، كما أنّ الأنبياء بني إسرائيل الذين جاؤوا بعد موسى عليهالسلام
كانوا على شريعة موسى عليهالسلام
والّذين قبله كانوا على شريعة إبراهيم الخليل عليهالسلام
، أو يكون النّبيّ تابعاً لشريعة الرَّسول الّذي كان يعاصره في الزّمان ، ولا يجوز له أن يتّبع شريعة من قبله من الرُّسُل إن كان هناك رسول يعاصره ويزامنه بل كان تابعاً لشريعة الرَّسول الذي يعاصره ، مثل النّبيّ لوط عليهالسلام الّذي كان معاصراً لسيّدنا ابراهيم عليهالسلام
وكان تابعاً لشريعته كتابه وهكذا يحيى عليهالسلام
الذى كان تابعاً لشريعة عيسى عليهالسلام
، وهارون الذي كان تابعاً لموسى عليهالسلام
، وعدد الرّسل ثلاثمائة وثلاثة عشر رسولاً هم