س) : إذا كان وجوده ـ تعالى ـ أوضح من أن يحتاج إلى دليل وبرهان ، فما بال القرآن الكريم قد احتوى على جملة من الآيات الدّالّة على هذه البراهين والاستدلال على وجوده ـ تبارك وتعالى ـ ، كما في آيات الآفاق والأنفس التي استشهد بها القرآن الكريم ؟! وهكذا ماورد في السُّنّةَ الشريفة من الأخبار والأحاديث المتعلّقة بهذا الأمر ؟!
بالإضافة إلى ما في كتب الفلاسفة الاسلاميين وغيرهم من الموحّدين وعلماء الكلام من التعرض مفصّلاً للاستدلال على إثبات أصل وجوده ـ تبارك وتعالى ـ ؟! أليس هذا دليلاً على عدم كونها مسألة فطريّة بديهيّة ، بل أنّها مسألة نظريّة تحتاج إلى الأدلّة والبراهين ؟!
ج)
: ما ذكرتموه من الآيات والأخبار وآراء
الفلاسفة في هذا الخصوص صحيح لا غبار عليه ، وإنّما الإشكال في ادّعاء أنّ ذلك يدلّ على كون مسألة أصل وجوده الواجب ـ تعالى ـ التي تعرّضنا لها في هذه الدّرس من المسائل النظريّة المحتاجة إلى الدّليل والبرهان ، لأنّ جميع ما ورد في هذا الشأن من الآيات والأحاديث وأقوال الفلاسفة ما هي إلا إرشادات وتنبيهات إلى حكم الفطرة والعقل ، ولا يُعدّ شيءٌ منها استدلالاً مستقلاً أو دليلاً