بغيرها ، ( أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ) (١) ، عن أبي الحسن الرّضا عليهالسلام أنّه دخل عليه رجل فقال له : يابن رسول الله ما الدّليل على حدوث العالم ؟ فقال : « أنت لم تكن ثم كنت ، وقد علمتَ أنّك لم تكوّن نفسك ، ولا كوّنك من هو مثلك » (٢).
وسأل أبو شاكر الدّيصاني الإمام الصّادق عليهالسلام : ما الدّليل على أنّ لك صانعاً ؟ فقال عليهالسلام : « وجدتُ نفسي لا تخلو من إحدى الجهتين : إمّا أن أكون صنعتها وكانت موجودة ، أو صنعتها وكانت معدومة ، فإنْ كنتُ صنعتها وكانت موجودة فقد استغنيتُ بوجودها عن صنعها ، وإن كانت معدومة فإنّك تعلم أنّ المعدوم لا يُحدث شيئاً ، فقد ثبت المعنى الثالث أنّ لي صانعاً وهو الله ربُّ العالمين » (٣).
فضرورة العقل تقتضي أنّ ما لم يكن ثم كان ، لا بدّ أن يكون له موجِد وصانع لا طريق للعدم إلى ذاته ، وهو محض الوجود.
ب : إذا عثرنا على ورقة في صحراء كُتِبَ عليها حروف الهجاء من الألف إلى الياء بالترتيب الصّحيح ، فإنّ ضمير كلّ إنسانٍ يشهد بأنّ رسم هذه الحروف وترتيبها لم يأتِ إلا عن إدراك
__________________
(١) سورة الطور : ٣٥.
(٢) عيون أخبار الرضا (ع) ج ٢ / ١٢٣ ح ٣٢ ، أمالي الصدوق : ص ٤٣٣ ح ٦ ، التوحيد ( للصدوق ) : ٢٩٣ ح ٣ بحار الأنوار ج ٣ / ٣٦ ح ١١.
(٣) التوحيد ( للصدوق ) : ص ٢٩٠ ح ١٠ ، بحار الأنوار ج ٣ / ٥٠ ح ٢٣.