موصدة ، انتبه وجدانه ، واستيقظ ضميره النّائم ، ليولّي وجهه بلا إرادةٍ ودون اختيار الى ساحة قدس الغنيّ بالذّات ، ويستعين بلا انتظار بالقادر المتعال ، الذي كان مفطوراً على الاتكاء والتّوكّل عليه والاستناد إليه فانشغل عنه بغيره ، ( نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) (١) ، و ( هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) (٢).
قال رجل للإمام أبي عبد الله الصّادق عليهالسلام : « يابْنَ رسولِ اللهِ دُلّني على الله ما هو ؟ فقد أكثر عليَّ المجادِلونَ وحيّروني ، فقال له : يا عبد الله ، هل ركبتَ السّفينة قطّ ؟ قال : نعم ، قال : فهل كُسِرَ بك حيثُ لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ ، قال : نَعَم ، قال : فهل تعلّق قلبك هنالك أنّ شيئاً من الأشياء قادر على أن يخلّصك من ورطتك ؟ قال : نعم ، قال الصّادق عليهالسلام : فذلك الشّيءُ هو الله القادر على الإنجاء حيث لا مُنجِي ، وعلى الإغاثة حيثُ لا مغيثَ » (٣).
__________________
(١) سورة الحشر : ١٩.
(٢) سورة يونس : ٢٢.
(٣) التوحيد ( للصدوق ) : ص ٢٣١ ، معاني الاخبار ( للصدوق ) : ص ٤ ، بحار الأنوار ج ٣ / ٤١ ح ١٦ وج ٨٩ / ٢٣٢ ح ١٤ ، تفسير الامام العسكري : ص ٣٢.