اعتباريّاً ، تابعاً لاعتبار المعتبر ، ولمّا كان حسنها وقبحها ذاتيّاً كان الفاعل للحَسَن منها عادلاً حكيماً ، والفاعل للقبيح منها ظالماً ، بغضّ النّظر عن الفاعل أيّاً كان.
وثانياً : الله ـ تعالى ـ هو الّذي كتب على نفسه ذلك وأوجب على ذاته المقدَّسة المتعالية ، قال ـ تعالى ـ : ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ) (١) ، و ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) (٢) ، و ( أَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) (٣). بل ذاته المقدسة تأبىٰ من فعل القبيح وتتنزّه عنه ، ولأنها الخير المطلق فلا تكون مصدراً إلا للخير ، ولا يصدر منها غير ذلك على الإطلاق.
وثالثاً : هو الّذي خلق العقل وجعله حجة على العباد : « لله على النّاس حجّتان : حجّةٌ ظاهرة وحجة باطنة ، فأما الحجّة الظاهرة فهم الأنبياء ، وأمّا الحجّة الباطنة فهو العقل » (٤) ، وفي الحديث القدسي يخاطب الله ـ تعالى ـ العقل : « بك اُثيب وبك اُعاقب » (٥) ،
__________________
(١) سورة الأنعام : ٥٤.
(٢) سورة النحل : ٩٠.
(٣) سورة آل عمران : ١٨٢ ، سورة الأنفال : ٥١ ، سورة الحجّ : ١٠.
(٤) الكافي ج ١ / ١٦ ، تحف العقول : ص ٣٨٦ ، وسائل الشيعة ج ١٥ / ٢٠٧ فمن ح ٦ ، بحار الأنوار ج ٧٥ / ٣٠٠.
(٥) عوالى اللئالىء ج ٤ / ٩٩ ح ١٤٢ ، بحار الأنوار ١ / ٩٧ ح ٩.