النَّهَرِ (١) يَكْرِيهِ (٢) ، أَوِ الْمُسَنَّاةِ (٣) يُصْلِحُهَا ، فَمَا تَقُولُ فِي ذلِكَ؟
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « مَا أُحِبُّ أَنِّي عَقَدْتُ لَهُمْ عُقْدَةً (٤) ، أَوْ وَكَيْتُ لَهُمْ وِكَاءً (٥) ، وَإِنَّ لِي مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا (٦) ، لَا ، وَلَا مَدَّةً بِقَلَمٍ (٧) ؛ إِنَّ أَعْوَانَ الظَّلَمَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (٨) فِي سُرَادِقٍ (٩) مِنْ نَارٍ (١٠) حَتّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَ الْعِبَادِ ». (١١)
٨٥١٣ / ٨. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (١٢) بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ
__________________
(١) في « ى ، بخ ، بف » : « والنهر ».
(٢) يقال : كريتُ النهر كَرْياً ، من باب رمى ، أي حفرت فيه حفرة جديدة. المصباح المنير ، ص ٥٣٢ ( كرى ).
(٣) المسنّاة : حائط يبنى في وجه الماء ، ويسمّى السدّ. المصباح المنير ، ص ٢٩٢ ( سنن ).
(٤) في « ى » : ـ « عقدة ».
(٥) « الوِكاء » : الحبل الذي يشدّ به رأس الصرّة والكيس والقربة ونحوها ؛ يقال : وكيت السقاء ، وأوكيته ، أي شددت فمه بالوكاء. المصباح المنير ، ص ٦٧٠ ( وكا ).
(٦) اللاّبة : الحَرَّة ، وهي الأرض ذات الحجارة السود التي قد ألبستها لكثرتها. النهاية ، ج ٤ ، ص ٢٧٤ ( لوب ).
(٧) في « بخ » : « يعلم ».
(٨) قال المحقّق الشعراني في هامش الوافي : « قوله : إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة. موضع السؤال البناء وكري النهر وإصلاح المسنّاة ، ولا ريب أنّ أمثال تلك في معرض الظلم ، ولا يخلو من يرتكب ذلك غالباً عن التصرّف في أرض مغصوبة وإفساد الزرع والإجحاف بحقوق الناس ، وإعانة الظالم في الظلم قبيحة وإن لم تستلزم ولاية.
والحقّ أنّ بين الولاية من قبل الظالم وإعانته على الظلم عموماً من وجه ، ومورد الاجتماع معلوم ، مورد الافتراق ما يكون فيه الإعانة بغير ولاية ، كمورد السؤال من كري النهر وإصلاح المسنّاة ، أو تكون الولاية بغير إعانة ، كوالٍ مستقلّ في عمله ، يعلم من نفسه أنّه لا يصير مجبوراً في ولايته على ارتكاب محرّم ، كما ذكره العلاّمة ونقلناه آنفاً ، وإن أبيت إلاّعن صدق الإعانة على الوالي من قبلهم مطلقاً وإن عمل بالحقّ ، فلا ريب في كونه مستثنى من الحكم ، كما سبق.
ويعلم بذلك أنّ إعانة الظالم في غير الظلم جائزة ؛ لأنّ المتبادر من المنع الإعانة على الظلم ، كما أنّ إعانة الفسّاق يتبادر منها الإعانة على الفسق ، لا على المباح والواجب ، فإذا أراد فاسق أن يصلّي جاز إحضار الماء لوضوئه وهدايته للقبلة بلا إشكال ».
(٩) « السرادق » : كلّ ما أحاط بشيء من حائط أو مَضْرَبٍ أو خِباء. النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٥٩ ( سردق ).
(١٠) في « ى » وحاشية « بس » : + « جهنّم ».
(١١) التهذيب ، ج ٦ ، ص ٣٣١ ، ح ٩١٩ ، معلّقاً عن ابن أبي عمير الوافي ، ج ١٧ ، ص ١٥٥ ، ح ١٧٠٣٤ ؛ الوسائل ، ج ١٧ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٢٢٩٤.
(١٢) في « ط » : ـ « محمّد ».