على حدود ما أتانا فيه وما لم يأتنا مؤمن متعرف مسلم بذلك ، راض بما رضيت به ، يا رب اريد به وجهك والدار الاخرة ، مرهوبا ومرغوبا إليك فيه ، فأحيني على ذلك وأمتني إذا أمتني على ذلك ، وابعثني على ذلك ، وإن كان مني تقصير فيما مضى فاني أتوب إليك منه وأرغب إليك فيما عندك ، وأسألك أن تعصمني بولايتك عن معصيتك ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين ولا أقل من ذلك ولا أكثر إن النفس لامارة بالسوء إلا مارحمت يا أرحم الراحمين وأسألك أن تعصمني بطاعتك حتى تتوفاني عليها ، وأنت عني راض ، وأن تختم لي بالسعادة ، ولاتحولني عنها أبدا ، ولاقوة إلا بك ، اللهم إني أسئلك بحرمة وجهك الكريم ، وبحرمة اسمك العظيم ، وبحرمة رسولك صلواتك عليه وآله ، وبحرمة أهل بيت رسولك عليهمالسلام ـ وتسميهم ـ أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن تفعل بي كذا وكذا ، وتذكر حوائجك (١) إنشاء الله.
مصباح الشيخ : مثله ذكره في سياق الادعية من غير إسناد ، ومن قوله ( أن تعصمني بطاعتك ) إلى قوله ( اللهم أني أسئلك ) لم يكن في نسخ فلاح السائل ، وكان في المصباح وغيره فالحقناه ، ومن قوله ( فيما مضى ) إلى قوله ( بولايتك ) لم يكن في المصباح ولعله سقط من النساخ ، ورواه الشيخ في التهذيب (٢) في أدعية نوافل شهر رمضان عن علي بن حاتم ، عن محمد بن أبي عبدالله ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن عبد اللك القمي ، عن أخيه عنه مثله وسيأتي.
بيان : قوله عليهالسلام : ( على معنى ما أنزلت ) لعل المعنى او من بهم وبفضائلهم على الوجه الذي أنزلته في كتابك ، وأن لم يحط به علمي ولم أفهمه من الكتاب ، والحاصل أني لا احيط علما بفضائلهم بشرائط طاعتهم وحدوددها ، فاومن بذلك مجملا ، ويحتمل تعلقه بقوله ( ولامستكبر ) أي لا أتكبر على شئ من معاني كتابك على الحدود التي أحطنابها ، أو لم نحط ، بل أقبل جميع ) واذعن بها ، وأعزم على الاتيان بها ، ويحتمل أن يكون المعنى أدين بما أتانابه إثباتا ، وبما لم يأتنا به نفيا والاول أظهر.
____________________
(١) فلاح السائل ص ١٦٨.
(٢) التهذيب ج ٣ ص ٩٩ ط نجف.