إنما يوردون أخبارا يصححونها ، ومنه يعلم مذاهبهم وآراؤهم وكذا الصدوق في الفقيه (١) قال : ( باب وجوب الجمعة وفضلها ) وأورد الاخبار ولم يورد معارضا ، ورواية ابن مسلم نتكلم على دلالتها ، وعبارته في المقنع كالصريح في ذلك كما سيأتي.
وقال ره في كتاب المجالس (٢) في مجلس أورده لوصف دين الامامية : ( والجماعة يوم الجمعة فريضة وفي ساير الايام سنة فمن تركها رغبة عنها وعن جماعة المسلمين من غير علة فلا صلاة له ، ووضعت الجمعة عن تسعة : عن الصغير والكبيرو المجنون والمسافر والعبد والمرءة والمريض والاعمى ومن كان على رأس فرسخين ).
وتخصيصها بزمان الحضور مع كونه بصدد مذهب الامامية ليعمل به تلامذته والاخذون عنه من غير قرينة في غاية البعد (٣) وكذا ساير المحدثين ظواهر كلماتهم ذلك.
____________________
(١) الفقيه ج ١ ص ٢٦٦.
(٢) أمالى الصدوق : ٣٨٣.
(٣) قالوا : ومما يدل على أن الشيعة في عهد الصدوق لم يكن يصلى الجمعة أنه قال في الفقيه : وقال أبوعبدالله عليهالسلام : أول من قدم الخطبة على الصلاة يوم الجمعة عثمان لانه كان اذا صلى لم يقف الناس على خطبته وتفرقوا وقالوا ما نصنع بمواعظه وهو لايتعظ بها وقد أحدث ما أحدث ، فلما رأى ذلك قدم الخطبتين على الصلاة.
ولو لا أنه لم يكن ليصلى الجمعة لم اشتبه عليه أن الخطبة في يوم الجمعة مقدم على الصلاة اجماعا من المسلمين.
قيل : ولايبعد أن يكون لفظ الجمعة في كلامه هذا من سهو القلم. وليس بشئ لان الصدوق قد تعرج على ذلك في كتابه علل الشرايع ج ١ ص ٢٥٢ وعيون الاخبار ج ٢ ص ١١٢ ، حيث أنكر على الفضل روايته بتقديم الخطبة في الجمعة قال :
قال مصنف هذا الكتاب : جاء
هذا الخبر هكذا والخطبتان في الجمعة والعيدين