والمكاري بغيره ، أو تعميم المكاري ، وتفسير الكري بمن يكري نفسه للسفر كالبريد قال في الذكري : المراد بالكرى في الرواية المكتري ، وقال بعض أهل اللغة قد يقال الكرى على المكاري ، والحمل على المغايرة أولى بالرواية لتكثر الفائدة ، ولاصالة عدم الترادف انتهى.
ولعل مراده بالمكترى من يكرى نفسه ، وقيل : الذي يأخذ الكرى من المكاري
____________________
ما وراءها يطلبه ويجد في طلبه ، يتم صلواته ، الا اذا ابتلى بمفازة لانبت فيها وطول المسافة يبلغ المسافة الشرعية ، يقصر طى سفره هذا حتى يجوز المفازة ويبلغ منبتا آخر يرعى فيه.
ومن القسم الثانى الجمال والملاح والبريد والمكارى وأمثالهم ، حيث كان نفس السفر وطى المسافة مقصدا لهم ليس لهم بعد تمام المسافة مقصد : وبعد ما بلغ المسافرون مقصدهم واشتغلوا بما أهمهم ، فرغ هؤلاء من مقصدهم وما أهمهم ، فهم طول المسافة في تجارتهم وكسبهم بل ومنازلهم ، كأنهم استوطنوا المسالك واختاروها سوقا لهم يدورون من سوق إلى سوق وكل سوق فيه مقصدهم وتجارتهم ، الا اذا جد بهم السير خوفا من لص أو طوفان أو سبع أو سيل فحينئذ يشملهم الاية الكريمة ، ( اذا ضربتم في الارض ) على ما عرفت من ظاهر معناها ، فيقصرون حين جدهم بين المنزلين لئلا يجتمع عليهم سبحتان.
ومن القسم الثانى المالكون للضياع والعقار أو السباتين أو النخلات يطوفون بينها لاصلاحها ومرمة معاشهم ، فاذا كان بين نخلة ونخلة أو بستان وآخر ، أو شيعة واخرى مسافة شرعية كان مقصدهم في السفر والضرب في الارض ماوراء المسافة فيقصرون ، واذا كانت متقاربة ليس بينها مسافة شرعية ، كان مقصدهم دون المسافة وخرجوا عن الاية الكريمة وأتموا ، وان بلغت مجموع ذهابهم ذلك حد المسافة الشرعية ، فانهم كلما حصلوا في واحد من تلك الضياع والعقار أو النخلات كانوا في منزلهم ومقصدهم ، ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.