( ذوالجلال ) أي الاستغناء المطلق ، ( والاكرام ) أي الفضل العام ( ديان يوم الدين ) أي الحاكم أو المجازي أو المحاسب في يوم الجزاء ، قال الجوهري : الدين الجزاء والمكافاة ومنه الديان في صفته تعالى.
( أرسله داعيا إلى الحق ) أي إلى الله فانه الحق الثابت الذي لا يتغير ، أو إلى دين الحق ، وفي الفقيه ( أرسله بالحق داعيا إلى الحق وشاهدا على الخلق ) قال الوالد قدس سره : أي الانبياء والائمة فانهم الخلق حقيقة كما قال تعالى ( ويوم نبعث من كل امة شهيدا وجئنابك على هؤلاء شهيدا ) وقد ورد بذلك تفسيره في الاخبار الكثيرة ، أو الاعم لعدم المنافاة.
( لامتعديا ) بأن يبلغ ما لم يوح إليه ( ولامقصرا ) بأن لايبلغ ما اوحي إليه ( وجاهد في الله ) أي له وفي سبيله ( لاوانيا ) من الونى بمعنى الضعف والفتور ، ( ولا ناكلا ) أي جبانا ممتنعا من الجهاد لذلك ( ونصح له ) أي أطاع أمره وأخلص النية فيه أو نصح للعباد خالصا لوجهه سبحانه أو الاعم ، قال الجزري فيه إن الدين النصيحة لله ورسوله ولكتابه ، ولائمة المسلمين وعامتهم ، النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، وليس يمكن أن يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناه غيرها ، وأصل النصح في اللغة الخلوص يقال : نصحته ونصحت له ، و معنى نصيحة الله الاعتقاد في وحدانيته ، وإخلاص النية في عبادته ، والنصيحة لكتاب الله هو التصديق والعمل بمافيه ، ونصيحة رسول الله صلىاللهعليهوآله التصديق بنبوته والانقياد لما أمر به ونهى عنه ، ونصيحة الائمة إطاعتهم ، ونصيحة عامة المسلمين إرشادهم إلى مصالحهم انتهى.
( صابرا ) على ما يلحقه من الاذى في ذلك ( محتسبا ) أي طالبا للاجر فيه خالصا لله ( وغفر ذنبه ) أي ما صدر عنه من ترك الاولى أو المباحات ، فان حسنات الابرار سيئات المقربين ، أو ذنب من يستحق المغفرة من امته ، نسب إليه مجازا أو الذنب الذي كان المشركون ينسبونه إليه من جعل الالهة إلها واحدا فغفر وستر ورفع ذلك بترويج الدين وقمع رؤساء المشركين وقد مر الكلام فيه مستوفى في محله.