أو وجدناها هالكة ( أنهم لايرجعون ) أي رجوعهم إلى التوبة أو إلى الحياة ، و ( لا ) زائدة أو عدم رجوعهم للجزاء وهو مبتدء خبره حرام ، أو فاعل له ساد مسد خبره
____________________
والسلام والتحية والاكرام.
ولعل الوجه في ذلك أن الله عزوجل انما خلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملا ، وقد لا يتهيأ في نظام الخلقة وخصوصا في أدوار الفترة بلاؤهم وفتنتهم بحيث يظهر سرائرهم وتتم الحجة عليهم ( فيقضى عليهم اما بالنار أو الجنة قضاء حتم ) أو يحول بين بلائهم الموت المقدر لهم من دون أن يكون ذلك نقمة عليهم واستئصالا لهم ، فلا من رجوعهم إلى الحياة الدنيا ليتم بلاؤهم ، على ما ورد بذلك روايات أهل البيت عليهمالسلام.
ولعل ما ورد في روايات أهل البيت عليهمالسلام أن تمام الرجعة أوجلها ومعظمها انما تكون بعد ظهور دولة الحق بظهور المهدى المنتظر عليه الصلاة والسلام حيث يكون الجو صالحا لاعمال الخير ، ودعائم الشيطان والطغيان منكسرة بالعكس من أيامنا هذه انما هو لئلا يعذر معتذرهم يوم القيامة أنه قد عاقه عن الخير والعمل الصالح ما كان مسلطا على جوه مع الطغيان ووساوس الشيطان ، أو يدعى مدعيهم بأن ولادته في البيت الفلانى الغاشم الظالم أو مجتمع الشرك والضلال وبيئة الفحشاء والفساد هو الذى أخذ بناصيته إلى الكفر والعصيان ، ولذلك يحكى القرآن العزيز عنهم : ( ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ).
وأما اذا كان في عمل الانسان الواحد أو القوم والمجتمع ما يسجل عليه أو عليهم البوار والنار قضاء حتم كالذى يستعجل بالشر ويباهل النبى أو يقترح عليه أن يأتى بآية كذا وكذا فيؤتاه ولايؤمن به عنادا ، أو يقتل نفسه دفعا للبلاء الذى توجه اليه وغير ذلك من الموارد التى لامجال للبحث عنها ، فحينئذ يتم بلواؤه ويظهر سريرته ويحتم عليه بالهلاك واذا أهلكه الله عزوجل بعذاب نازل اليه أو اليهم لايبقى مجال لاقالتهم عن البلوى الاولى ، وارجاعهم إلى دار الامتحان مجددا وهو واضح.
وأما قوله عزوجل : ( حتى
اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى أعمل
صالحا فيما تركت. كلا! انها كلمة هو قائلها. ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )