كما تضي الكواكب الدرية في جو السماء ، من قرب الناظر إليها لامن البعد.
فيجتمعون في العرصة ، ثم يأمر الله جبرئيل في أهل السموات أن يستقبلوهم فيستقبلهم ملائكة كل سماء وتشيعهم ملائكة كل سماء إلى السماء الاخرى ، فينزلون بوادي السلام وهو واد بظهر الكوفة ، ثم يتفرقون في البلدان والامصار حتى يزوروا أهاليهم الذين كانوا معهم في دار الدنيا ، ومعهم ملائكة يصرفون وجوههم عما يكرهون النظر إليه إلى ما يحبون.
ويزورون حفر الابدان حتى إذا ما صلى الناس ، وارح أهل الدنيا إلى منازلهم من مصلاهم ، نادى فيهم جبرئيل بالرحيل إلى غرفات الجنان فيرحلون.
قال : فبكى رجل في المجلس فقال : جعلت فداك هذا للمؤمن فما حال الكافر؟ فقال أبوعبدالله عليهالسلام : أبدان ملعونة تحت الثري في بقاع النار وأرواح خبيثة ملعونة تجري بوادي برهوت من بئر الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات يؤدي ذلك الفزع والاهوال إلى الابدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار فهي بمنزلة. النائم إذا رأى الاهوال.
فلا تزال تلك الابدان فزعة ذعرة ، وتلك الارواح معذبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات المسخوطات الملعونات المصفوفات مسجونات فيها لاترى روحا ولاراحة إلى مبعث قائمنا ، فيحشرها من تلك المركبات فترد في الابدان وذلك عند النشرات فتضرب أعناقهم ، ثم تصير إلى النارأبد الابدين ، ودهر الداهرين (١).
٣٢ ـ اكمال الدين : عن غير واحد من أصحابه ، عن محمدبن همام ، عن عبدالله بن جعفر بن أحمد بن هلال ، عن محمد بن أبي عمير ، عن سعيد بن غزوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله اختار من الايام الجمعة ، ومن الشهور شهر رمضان ، ومن الليالي ليلة القدر
____________________
(١) اخرجه المؤلف العلامة في ج ٦ ص ٢٩٢ ٢٩٣ من هذه الطبعة الحديثة مع بيان.