صلاة العيد ، وبالنحر نحر الاضحية ، قال أنس : كان النبي صلىاللهعليهوآله ينحر قبل أن
____________________
شكرا لما وهبه الله عزوجل كوثرا يزيد وينمو به نسله وانما كانت صلاته هذه شكرا لما مر عليك في ج ٨٥ ص ١٧٣ أن الصلاة في أوائل الاسلام كانت بلا ركوع يقرأ المصلى بعد التكبيرات الافتتاحية شطرا من القرآن ثم يقرء سورة من العزائم فاذا بلغ السجدة قرءها وسجد سجدتين ثم يقوم منتصبا للقراءة وهكذا.
فالمراد بالشانئ الذى ذكر في ثالثة آيات السورة « ان شانئك هو الابتر » رجل كان يذكر رسول الله صلىاللهعليهوآله بأنه أبتر بلا عقب سيموت ونستريح منه وهو العاص بن وائل السهمى على ما في السير ، ذكر ذلك حين مات عبدالله بن رسول الله الطيب الطاهر بولادته بع مات ابنه الاخر القاسم ، فاغتم رسول الله صلىاللهعليهوآله من شياع ذلك في افواه قريش يعيرونه به ، فأعطاه الله عزوجل فاطمة البتول المرضية ونزلت السورة تسلية له : انا أعطيناك الكوثر » الخ.
فالكوثر فوعل مبالغة في الكثرة التى تتزايد وتتوفر ، وقد يكون نهرا وقد يكون عينا وقد يكون مالا كما أنه قد يكون نسبا وصهرا ، الا أن المراد بقرينة حال النزول بل وقرينة اللفظ في آخر السورة ثالثة الايات » ان شانئك هو الابتر « هو النسب والنسل ولو كان المراد من الكوثر غير ذلك من المعانى لتناقضت الصدر والذيل واختلف السياق.
فاذا كان معنى الكوثر هذا وقد كان ولدت حينذاك فاطمة البتول العذراء الصديقة الطاهرة ، كان ذلك وعدا منه تعالى بأنه سيكثر ويتبارك نسله الشريف من ذاك المولود كما نرى الان انتشار نسله صلىاللهعليهوآله ولم يكن ذلك الا من ابنته البتول الزاهرة بعد ما انقطع نسله من سائر بناته صلىاللهعليهوآله.
فلعلك بعد ما أحطت خبرا بما تلوناه عليك لا تكاد ترتاب في صحة ما ذكرناه من أن الصلاة هو الصلاة شكرا لولادة البتول الزهراء وان النحر هو العقيقة عنها ، فلا مدخل للسورة وآياتها بصلاة عيد الاضحى ، وقد عملنا في تفسير السورة رسالة بالفارسية قد طبع في جزوة ( نور وظلمت ) عام ١٣٤٣ ش ، من أراد التفصيل فليراجعها.