عائشة اسم من توكّاً عليه النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وقد خرج من بيتها؟! فسأل ابن عباس عنه : فقال له : إنّه عليّ عليه السلام ، ولكن عائشة لا تطيب له ذكراً.
إلى غير هذا من مواقف جهادية مع الناصبين العداوة لعليّ عليه السلام من أمويين حاقدين ، وزبيريين مناوئين ، وخوارج معاندين ضالين مضلّين ، كما سيأتي كلامه في تنزيه المسجد الحرام من صخب القدرية في أكاذيبهم ، والمجبّرة في تمويهاتهم ، والخوارج في ضلالاتهم ، وخطباء معاوية في افترءاتهم.
إذن فمن كان بهذا الموقع علماً وفهماً مع نسب وحسب دونهما سائر بطون قريش ، فضلاً عن غيرهم ، كيف لا يُستهدف بسهام الأعداء من سائر من ذكرت؟ على أنّه كان على إحتياط تام في تحديثه ، فلم يحدّث كلّ أحد إلاّ بما يقتضيه الحال ويسعه المجال ، ومرّت بنا كلمته في بحث معارفه القرآنية ، بأنّه كان يكتم ما لا يطيق السامع فهمه ، بل تجاوز حدّ الإحتياط فيما يعلم إلى السكوت فيما لا يعلم ، كما في قول تلميذه مجاهد ، قال : ( كان ابن عباس إذا سئل عن الشيء لم يجيئ فيه أثر ، يقول : هو من العفو ، ثم يقرأ هذه الآية : ( وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ ) (١) ) (٢). وهي لا تتجاوز عدد الأصابع.
ولمّا كانت تلك المسائل التي خالف فيها رأي الجمهور صارت مدعاة للتشهير به ، وهي لاشك تحتاج إلى وقفة تحقيق وتدقيق دقيق.
____________________
(١) المائدة ١٠١.
(٢) مجمع البيان ٣ / ٤٢٩.