ومن بعد وفاتهما ، وهو في هذا شبيه بهما.
لقد كان الكذّابة قد نالوا ابن عباس فكذبوا عليه في حياته فنسبوا إليه ما هو براء منه. وقد أشاعوا عنه مفتريات لم يقلها ، ولا غرابة في ذلك بعد أن كانوا قد كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ).
فقال ابن الجوزي : ( وهذا الحديث ... قد رواه من الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد وستون نفساً. وساق الحديث حسب رواية كلّ واحد من الصحابة إلى أن روى بسنده عن ابن عباس ، قال : قال العباس لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لو أتخذنا لك عرشاً تكلّم الناس من فوقه ويسمعون ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا أزال هكذا يصيبني غبارهم ، ويطئون عقبي حتى يريحني الله منهم ، فمن كذب عليَّ فموعده النار ).
وروى ابن عباس أيضاً أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( اتقوا الحديث إلاّ ما قد علمتم ، فإنّه من كذب عليَّ فليتبوأ مقعده من النار ) (١).
كما أنّهم كذبوا على الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وبلغه ذلك ، فقال عليه السلام في خطبة له في ذمّ أهل العراق الذين زاغت قلوبهم فقالوا فيه ما قالوه : ( أمّا بعد يا أهل العراق فإنّما أنتم كالمرأة الحامل ، حملت فلمّا أتمّت أملصت ، ومات قيّمها ، وطال تأيّمها ، وورثها أبعدها ، أما والله ما أتيتكم إختياراً ، ولكن جئتُ
____________________
(١) الموضوعات ١ / ٨١ ـ ٨٢.