وقفة عابرة مع أحمد أمين
لقد كتب الدكتور أحمد أمين المصري كتابه ( فجر الإسلام ) ، وظهرت طبعته الأولى قبل أكثر من ثمانين عاماً ، فكانت فيه شوائب كثيرة ، وفيه تطاول ظالم على نجوم ثوابت في تاريخ ذلك الفجر ، ووزّع سهام إتهاماته يميناً وشمالاً ، فنالت الشيعة الأبرياء ، منها على ظلم منه وإفتراء. وانبرى له في أيامه من تناوله بالنقد والمناقشة ، وآخر بالعتاب والحساب. وليس يعنينا ذكر ما أعتذر به عندهم يوم زار النجف الأشرف من عدم الإطلاع على مصادرهم (١)! والذي يعنينا في المقام بعض ما قاله في ابن عباس رضي الله عنه من إتهام مقروناً ذكره مع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، ليخلص الباحث إلى رمي الشيعة وجعلهم في مصافّ المتزلفين إلى العباسيين.
فقال ـ والحديث عن شخصية ابن عباس ـ : ( ترى فيها ضرباً من تخصيص الحياة للعلم ، وضرباً من سعة الإطلاع في نواح علمية مختلفة ، نعم قد أحيط اسمه ببعض المبالغات ـ على ما يظهر ـ نشأت في الدولة العباسية ، لما كان جدّ الخلفاء ، ولكن لهذه المبالغات أساساً من الصحة من سعة العلم وقوة الحجة ، وأكثر ما أشتهر به أقواله في تفسير
____________________
(١) كما في حديثه مع المغفور له الشيخ كاشف الغطاء قدسسره.