قراءة في كتب الموضوعات وعلم الحديث
قال أبو عمر ابن عبد البر في مقدمة كتابه ( التمهيد ) في باب معرفة المرسل والمسند والمنقطع والمتصل والموقوف ومعنى التدليس : ( فجمهور أهل العلم على أنّ ( عن ) ، و ( أنّ ) سواء ، وأن الإعتبار ليس بالحروف ، وإنّما هو باللقاء والمجالسة والسماع والمشاهدة ، فإذا كان سماع بعضهم من بعض صحيحاً ، كان حديث بعضهم عن بعض أبداً بأي لفظ ورد محمولاً على الإتصال ، حتى تبيّن فيه علّة الإنقطاع.
وقال البرديجي : ( أنّ ) محمولة على الإنقطاع حتى يتبين السماع في ذلك الخبر بعينه من طريق آخر ، أو يأتي ما يدلّ على أنّه قد شهده وسمعه.
قال أبو عمر : هذا عندي لا معنى له ، لإجماعهم على أنّ الإسناد المتصل بالصحابي سواء قال فيه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، أو أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ، أو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال ، أو سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كلّ ذلك سواء عند العلماء والله العالم ) (١).
وقال أيضاً : ( قالوا ـ أصحاب أبي حنيفة ـ : وكان أبو هريرة كثير
____________________
(١) التمهيد ١ / ٥٣.