إنّما يتبعه في آرائه بأنّه تعلّم منه فكان رضي الله عنه في فقهه مثله.
لقد مرّت بنا شواهد على براعته الفقهية من خلال منهاجه التعليمي الذي خصّ كلّ يوم لبحث علم من العلوم ، فكان للفقه يوماً خاصاً بتعليمه كما مرّ في الجزء الأوّل من هذه الحلقة.
كما مرّت بنا شواهد على ممارسته الفقهية من خلال فتاواه منذ عهد عمر ومن بعده.
ومرّت بنا الإشارة حول كثرة فتاواه ، وأنّ هذه الكثرة هي مسألة تستدعي البحث عن مدى صدقها ، لما يجده الباحث من تناقض في بعض ما يروى عنه من الفتاوى.
فهذه الكثرة ووجود التناقض فيما بين بعض المرويات عنه ، لا يمكن أن يغض الباحث النظر عنها فهي تلقي بظلال الشك على صحة جميعها ، على نحو ما مرّ في مسألة كثرة الأحاديث المروية عنه ، وتتجه أصابع الإتهام نحو أبنائه العباسيين وفقهائهم ، كما هو الحال في كثرة أحاديثه المرفوعة ، وقد مرّت الإشارة إلى ذلك.
والسؤال الآن هل كان لفقهاء العصر العباسي بعض النفخ في هذا التكثير والتكبير؟
وللإجابة على هذا السؤال لابدّ من قراءة في تاريخ الفقه في العصر العباسي ، ومدى تزلّف رجاله إلى خلفائهم في هذا السبيل.