نفس الوقت موعظة ونذير من الله ) (٢) ، وهو يرجع المحنة اساساً إلى الأرضية النفسية لاساليب العمل ( فان منطلق المصيبة المحنة هو تلك الأرضية النفسية لم تكن صالحة لكي تنشأ ضمنها أساليب العمل الصالحة ولكي تؤتي هذه الاساليب ثمارها ) (٣) ... هذه الأرضية النفسية تعود إلى عاملين نفسيين أساسيين :
أحدهما : عدم الشعور التفصيلي بالله.
الثاني : أن الأخلاقية التي كان الناس يعيشونها لم تكن اخلاقية الإنسان العامل بل أخلاقية انسان لا يصلح للعمل الحقيقي ، وما يهمنا في المقام : هو ( العامل الأول ).
ورغم أن حديث باقر الصدر كان يحوم حول الطالب الحوزوي وينطلق من أجواء المحنة التي عاشتها حوزة النجف الأشرف لما قررت السلطات طرد الطلاب الأجانب إلاّ أن هذه الرؤية صالحة للتعميم لكل العاملين ، إن أحد أسباب المحنة عدم الشعور التفصيلي بالله ... رغم أن الطالب عندما ينتمي للحوزة ويقرّر ترك الأهل والوطن ويحمل آلام الغربة وآلام الوحشة يعيش أحلى لحظات شعور يجذبه إلى الله ...
لكن سرعان ما يخبو هذا الشعور عوضاً أن ينمو ( وذلك لأنه حينما يأتي إلى الحوزة لا يعيش تطبيقياً حياً لهذا الاتصال بالله تعالى وإنما يعيش على أفضل تقدير دروساً معينة ومناهج معينة هي في حدود كونها
__________________
(١) و (٢) محمد باقر الصدر : المحاضرة الثانية من محاضرات ( المحنة ).