بالنسبة إلى توجيه المسيرة البشرية ولأجل ذلك أفرز ) (١) .. فالكَوْنُ قائم على أساس العدل والإسلام أراد للعلاقات الاجتماعية أن تؤسس على موازين العدل وحينما يحصل هذا التوافق والانسجام التكويني مع النظم التشريعية يسود الرفاه وتنزل البركات ( ولو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماءً غدقاً ) (الجن : ١٦) ، عندما أحاط الصدر بالعمق الدلالي للعدل في بعده الاجتماعي والسياسي لمْ يصرف جهوداً كبيرة في بحوثه في إثبات أصل العدل بقدر ما تحدث عن أبعاده وآثاره ، فهو اكتفى بالاشارة إلى دليلين عابرين على صفة العدل في بحثه : ( موجز اصول الدين ) :
الأول : ان حسن العدل وقبح الظلم من أحكام العقل النظري وهذا العقل النظري هو من الله وبالتالي فهو محيط بهذه الأحكام والقيم.
والثاني : أنه من بحكم قدرته الهائلة وسيطرته الشاملة على الكون ليس بحاجة إلى أي مساومة ولف ودوران ومن هنا نؤمن بأن الله عادل لا يظلم أحداً (٢) ، ولما كان الصدر يولي العدل أهمية بالغة على مستوى العلاقات الاجتماعية أرجع جملة من الظواهر إلى العدل وفسر عدة قضايا في منظور العدل وأسس جملة من الرؤى استناداً إلى هذا الاصل ونكتفي هنا بثلاث نماذج نقتبسها من فكر باقر الصدر :
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، المدرسة القرآنية ، م. س ، ص ١٩٧ ـ ١٩٨.
٢ ـ محمد باقر الصدر ، الفتاوى الواضحة ، م. س ، ص ٥٤.