والإمكانيات ومن هنا تحبس السماء قطرها وتمنع الأرض بركاتها واما مجتمع العدل فهو على العكس تماماً هو مجتمع تتوحد فيه كل القابليات وتتساوى فيه كل الفرص والإمكانيات هذا المجتمع الذي تحدّثنا الروايات عنه تحدثنا عنه من خلال ظهور الإمام المهدي ( عليه السلام ) تحدثنا بما تحفل به الأرض والسماء في ظل الإمام المهدي ( عليه السلام ) من بركات وخيرات وليس ذلك إلا لأن العدالة دائماً وأبداً تتناسب طرداً مع ازدهار علاقات الإنسان مع الطبيعة ... ) (١).
العدل الإلهي والفعل الإنساني :
من المطالب الأساسية التي طرقت في هذا الباب قضية الجبر والاختيار ولقد عكس لنا تاريخ الجدل الكلامي اتجاهين ضحى احدهما بحرية الإنسان لمصلحة التوحيد الافعالي ( الأشاعرة ) وضحى الآخر بالتوحيد الأفعالي لمصلحة إرادة الإنسان ( المعتزلة ) ووقفت مدرسة الإمامية موقفاً وسطاً ( لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين ).
ومسألة الجبر والاختيار تنحل إلى مسألتين مسألة كلامية : كما بينا في أصل النزاع بين الأشاعرة والمعتزلة. ومسألة فلسفية وروح البحث فيها يرجع إلى أن فاعل هذه الأفعال سواء فرضناه في المسألة الأولى الإنسان أو الله أو هما معاً هل تصدر منه اختياراً أو بلا اختيار ومن هنا يعرف أن المسألة الكلامية لا تكفي وحدها لحسم النزاع في بحث الجبر والاختيار (٢). وَفي بحث الطلب والإرادة في علم الأصول استعرض
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، المدرسة القرآنية ، م. س ، ص ٢٣٨.