عليه شهداء ) كما استخلص من هذه الآية في تفسير فريد مبتكر حلقات هذا الخط ـ خط الشهادة ـ وهم : الأنبياء ـ الأئمة ـ فالفقهاء العدول ، ويقدم بذلك استدلاللا متميزاً غير مسبوق ولقد التفت ( شبي ملاط ) في دراسته ( تجديد الفقه الإسلامي محمد باقر الصدر بين النجف وشيعة العالم ) لهذا الابتكار فقارن بين تفسير باقر الصدر للآية وبين غيره من المفسرين من علماء الشيعة والسنة ليستنتج : ( أن قراءة الصدر لهذه الآية قراءة دستورية تختلف مع القراءة القديمة التي تحصر الآية في أسباب النزول ) (١). إن هذه الأهداف : أضحت في فترة تاريخية معنية من مسار خلافة الإنسان تمثل حاجة ماسة فالمجتمع البشري مر بمرحلة الفطرة ( التوحيد ) ولم تكن هناك انقسامات أو خلافات تمزق وحدة المجتمع ولكن في مسار تطور المجتمع .. بدأ الانشقاق يدب وبدأت الخلافات تظهر بحكم تفاوت القابليات والإمكانات ( وما كان الناس إلاّ أمة واحدة فاختلفوا ) ( يونس : ١٩ ) ، وأتاح ذلك ظهور طبقات وفئات مستغلة واخرى مستضعفة محرومة ... وكان لابدَّ من ( ثورة ) على هذه الأوضاع تعيد الأمور إلى نصابها وترجع للمجتمع وحدته وانسجامه هذه الثورة : قادها الأنبياء : ( كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ) (البقرة : ٢١٣) ، ( ومن هنا دعا الأنبياء إلى جهادين أحدهما ( الجهاد الأكبر ) من أجل أن يكون المستضعفون أئمة وينتصروا على شهواتهم وبينوا
__________________
١ ـ شبلي ملاط ، م. س ، ص ٨٦.