عرفنا ذلك يتبين بكل وضوح أن أصول الدين الخمسة التي تمثل على الصعيد العقائدي جوهر الإسلام والمحتوى الأساسي لرسالة السماء هي في نفس الوقت تمثل باوجهها الاجتماعية على صعيد الثورة الاجتماعية التي قادها الأنبياء الصورة المتكاملة لأسس هذه الثورة وترسم للمسيرة البشرية معالم خلافتها العامة على الأرض ) (١).
الدليل الاستقرائي في بحوث الإمامة :
إلى حد الآن كنا نتحدث عن الإمامة العامة في فكر الصدر أما الإمامة الخاصة فنحن نلتقي معه على منهج جديد لاثبات ولاية علي ( عليه السلام ) حيث يستند إلى دليل يقترب في جوهره من نظرية الاحتمالات كما بلورها في المذهب الذاتي للمعرفة (٢). حيث يحصر الطرق التي كان بامكان رسول الله اتخذاها لتدبير مستقبل الدعوة في ثلاثة احتمالات ثم يبطل كل من الاحتمال الاول والثاني ليثبت الاحتمال الأخير بعد ان يعزّزه بشواهد يستقرئها من تاريخ الدعوة الإسلامية ومن أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أما الاحتمالات الثلاثة فهي :
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٥٢.
٢ ـ صاغ هذا الدليل في بحثه حول نشأة التشيع. نُشر تحت عنوان بحث حول الولاية وكذلك تحت عنوان نشأة الشيعة والتشيع. وهو في الحقيقة مقدمة لكتاب عبدالله فياض ( تاريخ الإمامة واسلافهم من الشيعة ، صدر سنة ١٩٧٠ ).