الاحتمال الأول : الطريق السلبي وإهمال أمر الخلافة وهذا لا يمكن قبوله في حق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لانه ناشىء من أحد أمرين :
الأمر الأول : أن يعتقد الرسول ان ذلك غير مؤثر في مستقبل الرسالة.
الأمر الثاني : نظرته للدعوة نظرة مصلحية ولا يهمه إلاّ أن يحافظ على الرسالة ما دام حياً ولا يعنيه مستقبلها وحمايتها من بعده.
الاحتمال الثاني : الموقف الايجابي المتمثل في نظام الشورى ولكن الصدر بحكم طبيعة الأشياء واستقراء جملة من الشواهد من تاريخ الرعيل الأول ومواقفه يبطل هذه الفرضية.
الاحتمال الثالث : الإيجابية متمثلة في إعداد من يقود الأمة ( وهذا هو الطريق الوحيد الذي بقي منسجماً مع طبيعة الأشياء ومعقولا في ضوء ظروف الدعوة والدعاة وسلوك النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو أن يقف النبي من مستقبل الدعوة بعد وفاته موقفاً ايجابياً فيختار بأمر الله سبحانه وتعالى شخصاً يرشحه عمق وجوده في كيان الدعوة فيعده إعداداً رسالياً وقيادياً خاصاً لتمثل فيه المرجعية الفكرية والزعامة السياسية للتجربة ) (١) ، ويستدل على هذا الاعداد الخاص بشواهد من التاريخ ونصوص من أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كحديث ( الدار ) وحديث ( الثقلين ) و ( المنزلة ) وحديث ( الغدير ) وغيرها ...
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، نشأة الشيعة والتشيع ، تحقيق عبدالجبار شرارة ، مؤسسة الثقلين ، ص ٦٣.