تشكل اساساً للتوارث بل من أجل القرابة بوصفها تشكل عادة الاطار السليم لتربية الوصي وإعداده للقيام بدوره الرباني واما إذا لم تحقق القرابة هذا الاطار فلا أثر لها في حساب السماء قال الله تعالى : ( وإذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ) (البقرة : ١٢٤) ) (١).
المثال الثاني : تفسيره ( قدس سره ) لسر غيبة الإمام المهدي ( عج ) وارجاع ذلك في بعض الأبعاد لما يمكن أن يسمى ( بتكامل ما بعد العصمة ) : أي ( ذلك الكمال الذي يؤهله إلى مرتبة أعلى وأعمق وأسهل في نفس الوقت من اساليب القيادة العالمية العادلة ) (٢) ، فالشهيد محمد باقر الصدر يعتقد ان غيبة الإمام وطول عمره من عوامل نجاح ثورته العالمية ( لأن التغيير العالمي الذي سيمارسه المهدي يتطلب وصفاً نفسياً في القائد الممارس مشحوناً بالشعور بالتفوق والاحساس بضالة الكائنات الشامخة التي اعد للقضاء عليها بتحويلها حضارياً إلى عالم جديد ) (٤) ، فالإمام المهدي بمعاصرته لحضارات عديدة ودول كثيرة قامت ثم زالت تجعل الباطل متصاغراً في نفسه ولن يخشى أي قوة حضارية مهما كانت قوتها اضافة إلى ان مواكبته لهذه الحضارات من شأنه أن يعمق الخبرة القيادية للمهدي ( عج ).
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، الإسلام يقود الحياة ، ص ١٨٥.
٢ ـ محمد الصدر ، تاريخ الغيبة الكبرى ، منشورات ذو الفقار قم ، ص ٢٧٧.
٣ ـ محمد باقر الصدر ، بحث حول المهدي ، ص ٤٢.