كان يهم مباشرة النبي لكن بنفس الملاك يجري على الإمام وهو يعتبر ان الشعور الموضوعي بالمسؤولية الذي يمثّل حاجة ماسة للإنسان تساهم العبادات في إشباعها كما بين الصدر في نظرة عامة في العبادات ( خاتمة الفتاوى الواضحة ).
ولكن هذه الحاجة تشهد لدى المعصوم أقوى استجابة وأعمقها فهو يعيش ارقى الاتصال بالله والانشداد له ومن هنا يستشعر أعلى درجة ممكنة من المسؤولية تجاه الله عزوجل. والعصمة في المنظور الصدري لا تلغي الجانب الموضوعي من تكامل المعصوم وخضوع دوره التاريخي وتفاعله الاجتماعي للقوانين العامة والنواميس الكونية لأن العصمة لا تخرج المعصوم عن الاطار التاريخي لحركة الإنسان لانها لا تخرجه عن كونه انساناً متعالياً ولا تجعل منه ( ما فوق الإنسان ) ، ان حال المعصوم في هذه الجهة حال الرسالة نفسها التي رغم كونها في مضمونها الرسالي ربانية ولا ترتبط بالظروف الموضوعية و ( لكنها في جانبها التنفيذي تعتمد الظروف الموضوعية ويرتبط نجاحها وتوقيتها بتلك الظروف ) (١).
كنموذج لخضوع ( العصمة ) للقوانين الموضوعية وسنن التغيير :
نذكر مثالين أشار إليها في موضعين مختلفين :
المثال الأول : تفسيره لظاهرة أن الأوصياء يكونون دائماً من سلالة النبي. حيث يؤكد ( أن هذا ليس من أجل القرابة بوصفها علاقة مادية
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، بحث حول المهدي ، ص ٧٦.