ويمارس وفقاً لظروف الثورة خط الخلافة إلى جانب خط الشهادة معاً وعمصة الإمام تعني أن يكون قد استوعب الرسالة التي جاء بها الرسول القائد استيعاباً كاملا بكل وجوده وفكره ومشاعره وسلوكه ولم يعش لحظة شيئاً من رواسب الجاهلية وقيمها ( لم تدنسه الجاهلية بانجاسها ولم تلبسه من مدلهمات ثيابها ) لكي يكون قادراً على الجمع بين الخطين في دور واحد ) (١).
وفي محاضراته القرآنية ( المدرسة القرآنية ) يعطي سراً آخر من أسرار العصمة والاستقامة على خط الجهاد والتغيير (٢) ، قد يسأل : لماذا كان الأنبياء على مر التاريخ اصلب الثوار على الساحة التاريخية؟ لماذا كانوا على الساحة التاريخية فوق كل مساومة وفوق كل مهادنة وفوق كل تملل يمنة أو يسرة؟ لماذا كانوا هكذا؟ لماذا انهار كثير من الثوار على مر التاريخ ولم يسمع أن نبياً من أنبياء التوحيد انهار أو تململ أو انحرف يمنة أو يسرة عن الرسالة التي بيده وعن الكتاب الذي يحمله من السماء؟ ثم يجيب ( لأن المثل الأعلى المنفصل عنه الذي هو فوقه الذي اعطاه نفحة موضوعية من الشعور بالمسؤولية وهذا الشعور بالمسؤولية تجسد في كل كيانه في كل مشاعره وأفكاره وعواطفه.
ومن هنا كان النبي معصوماً على مر التاريخ ) ، ان هذا التحليل وإن
__________________
١ ـ م. ن ، ص ١٨٢.
٢ ـ محمد باقر الصدر ، المدرسة القرآنية ، ص ١٨٧.