وفكر وسلوك معين اقتضت العصمة الاندماج الكامل في هذه الأبعاد الثلاثة وتكون ( عصمة الإمام عبارة عن نزاهة في كل فكرة وفي كل عاطفة وكل شأن والنزاهة في كل هذا عبارة عن انصهار كامل مع مفاهيم وأحكام الرسالة الإسلامية في كل مجالات هذه الأفكار والعواطف والشؤون ) (١).
التقريب الثاني : نعثر على هذا التقريب في اطروحته ( خلافة الانسان وشهادة الأنبياء ) فهو يرى أن العصمة لابدَّ أن تتوفر في الشاهد الرباني لانه يكون في نفس الوقت خليفة بما هو إنسان وممثل لخط الخلافة وهو أيضاً شهيد وممثل لخط الشهادة وهذا الاندماج بين الخطين في ذات النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو الإمام ( عليه السلام ) يوجب كونهما معصومين لان هذا الاندماج يوجب درجة عالية من النزاهة والموضوعية وإلاّ بدونها كيف يكون رقيباً ومراقباً في نفس الوقت؟ يقول باقر الصدر ( في كل حالة يقدر للخطين ان يجتمعا في شخص واحد بحكم ضرورات التغيير الرشيد نجد ان العصمة شرط اساسي في المحور الذي يقدر له ان يمارس الخطين معاً لأنه سوف يكون هو الشهيد وهو المشهود عليه في وقت واحد ) (٢) ويتحدث عن عصمة الإمام خاصة فيقول : ( وهذا القائد الرباني هو الإمام ويجب أن يكون معصوماً لأنه يستقطب الخطين معاً
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٧٥.
٢ ـ محمد باقر الصدر ، الإسلام يقود الحياة ( م. س ) ، ص ١٧٩.