العصمة ومدلولها الاجتماعي :
من النكات الدقيقة التي اشار اليها الصدر في بحوثه حول الإمامة رؤيته المتميزة للعصمة وإلحاحه على القراءة الاجتماعية لهذه المفردة العقائدية التي تبدو لأول وهلة موغلة في الغيبية بعيدة كل البعد عن الجانب الرسالي والحركي للمعصوم.
لكن الصدر له تقريبان أساسيان لمسألة العصمة يدفع من خلالهما هذا الوهم المسيطر :
التقريب الأول : نقرأه في محاضراته : ( أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف ) (١) فانه يؤكد أن العصمة ليست بدعة شيعية وإنما هو شرط يشترطه أي اتجاه عقائدي فان ( أي اتجاه عقائدي في العالم ان يبني الإنسان من جديد في إطاره ويريد ان ينشىء للإنسانية معالم جديدة فكرية وروحية واجتماعية يشترط لأن ينجح وأن ينجز وأن يأخذ مجراه في خط التاريخ يشترط أن يكون القائد الذي يمارس تطبيق هذا الاتجاه معصوماً ) (٢) ، ولكن كل ما في الأمر أن العصمة في الإسلام ذات صيغة اوسع نطاقاً من العصمة في الاتجاهات العقائدية الاخرى لأن رسالة الإسلام رسالة شمولية تمس كل جوانب الحياة وتدخل في كل ابعاد الإنسان. ولما كان الإسلام يؤسس لعاطفة
__________________
١ ـ انظر ص ٧٣.
٢ ـ محمد باقر الصدر ، أهل البيت ، م. س ، ص ٧٣.