ثالثاً : إن الشروط التي تؤمن بها هذه المدرسة في الإمام شروط شديدة.
رابعاً : إن المدرسة وقواعدها كانت دوماً تقدم تضحيات جسام في سبيل الصمود على عقيدة الإمامية.
خامساً : إن الأئمة ( عليهم السلام ) لم يكونوا معزولين عن قواعدهم ولم يكونوا يحتجبون عن الناس إلاّ أن تفعل ذلك السلطات القائمة : فالأئمة لهم أصحاب ينشرون علومهم في الآفاق ولهم وكلائهم في البلدان حتى في الظروف المستعصية لهم قنوات خاصة للاتصال بشيعتهم.
سادساً : إن الخلافة المعاصرة للأئمة ( عليهم السلام ) كانت تنظر اليهم على أنهم مصدر على كيانها ووجودها. لذلك تبعث للتنكيل بالأئمة وبشيعتهم.
وبلحاظ هذه النقاط السابقة : لا يمكن أن نُفسر انقياد الشيعة بكل رموزها وعلمائها ، وصمود الشيعة وتضحياتهم الجسام في سبيل اعتقادهم بامامة الحجة وعدم لعب السلطات بهذه الورقات لتشويه الشيعة والطعن في الإمامة لا يمكن أن نفسر كل هذه الظواهر إلاّ بالاقرار ان ظاهر الإمامة المبكرة ظاهرة واقعية وأن إمامة المهدي ( عج ) مثلها كمثل نبوة يحيى ( عليه السلام ) في تاريخ الرسالات ( يا يحيى خذ الكتب بقوة وآتيناه الحكم صبياً ) (مريم : ١٢).