دور المعاد النفسي والاجتماعي :
لم نعد بحاجة للقول أن المعاد والايمان بيوم القيامة يدخل في المركب الحضاري الإسلامي لحل الجدل الإنساني إلى جانب التوحيد والنبوة بل قد سبقت الاشارة ان النبوة تعتمد على عقيدة المعاد في حل هذا التناقض بين المصالح الاجتماعية ومقتضيات الحياة المدنية من جهة وبين مصالح الفرد من جهة اخرى وتستند إلى التوحيد لتعميق الشعور بالمسؤولية الموضوعية تجاه المثل الأعلى المطلق. وهكذا يحل الدين استناداً إلى ( التوحيد والنبوة والمعاد ) المشكلة الاجتماعية ويضمن التوازن بين حاجات الفرد ومتطلبات الجماعة بين تكامل الفرد وتقدم المجتمع.
ولكن لندفق في ابعاد المعاد داخل هذا المركب الحضاري العام : حيث ان المصالح الاجتماعية لا يمكن ان نضمن تحقيقها إلاّ عن طريق الدين : أما كيف ذلك؟ فانه بالنظر إلى ان مصالح الإنسان في حياته المعيشية تنقسم إلى قسمين ( مصالح طبيعية ومصالح اجتماعية ).
المصالح الطبيعية يمتلك الإنسان دافعاً ذاتياً يضمن تحقيقها ( فالانسان ركب تركيباً نفسياً وفكرياً خاصة يجعله قادراً على توفير المصالح الطبيعية وتكميل هذه الناحية من حياته عبر تجربته للحياة والطبيعة ) (١) ، كما إن الإنسانية تمتلك القدرة على معرفة هذه المصالح.
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، اقتصادنا ، م. س ، ص ٣١٩.