عن الربح والخسارة ارفع من مفاهيمها التجارية المادية فالعناء طريق اللذة والخسارة لحساب المجتمع سبيل الربح وحماية مصالح الآخرين تعني ضمناً حماية مصالح الفرد في حياة اسمى وارفع وهكذا ترتبط المصالح العامة بالدوافع الذاتية بوصفها مصالح للفرد في حسابه الديني ) (١).
إن عقيدة المعاد تحدث تغييراً جوهرياً في مجال الأهداف التي يتحرك لأجلها الفرد والمجتمع. فعدة المجتمعات اللادينية والنظم العلمانية لا تنظر إلى الحياة إلاّ من خلال شوطها القصير ولا ترى للسعادة في سبيل سوى اشباع غرائز الإنسان وشهواته وتلبية رغباته ... بينما في اطار عقيدة التوحيد يكون الله ومرضاته وعبادته هي عناوين للاهداف الكبرى لمسيرة الإنسان ولا يعود المال والجاه والقوة والشهوة وغيرها من ( القيم ) المحدودة منتهى الآمال وغاية السير ... فالإسلام اعطى للساحة التاريخية حجمها الحقيقي وربطها بعالم آخر غير منظور حسياً ... وإن هذا العالم هو دار الخلود ... وإن الإنسان يخلد بعمله وكدحه ... لا : بغيرها من الموازين وهذا يمنحه قدرة على الثبات والاستمرار والسعي الدؤوب ، ( فعقيدة يوم القيامة تعلم الإنسان ان هذه الساحة التاريخية الصغيرة التي يتحرك عليها الإنسان مرتبطة ارتباطاً مصيرياً بساحات برزخية وبساحات حشرية في عالم البرزخ والحشر وان مصير الإنسان على تلك الساحات العظيمة الهائلة مرتبط بدوره على هذه الساحة التاريخية هذه العقيدة تعطي تلك الطاقة الروحية ذلك الوقود
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٣٢٥.