عالية من التصور وكذلك بدرجات أقل ( وما دامت بعض المعارف الأولية بالامكان ان تحصل بقيم احتمالية في البداية فمن الممكن تنمية هذه القيم الاحتمالية وفقاً لنظرية الاحتمال فكلما وجدت احتمالات تتضمن تلك المعرفة الأولية ازدادت قيمتها الاحتمالية ) (١).
هذا تمام الكلام في تحديد الفوارق بين المذهب العقلي والمذهب الذاتي أما أهم الاختلافات بين الأخير والمذهب التجريبي فهي :
أولا : إن المذهب الذاتي كما رأينا يؤمن بمعارف عقلية قبلية في حين ينكر التجريبيون كل معرفة غير نابعة من الحس والتجربة فهم يعتقدون أن التجربة هي الأساس العام الوحيد الذي يمون الانسان أي معارف قبلية بصورة مستقلة عن التجربة وحتى ما يبدو في أعلى درجات التأصل في النفس البشرية قضايا الرياضة والمنطق نظير ( ١ + ١ = ٢ ) يرجع في التحليل إلى التجربة التي عاشها الإنسان على مرّ الزمن ) (٢).
وفي ضوء تلك فان بدايات المعرفة عند التجريبيين جزئية فلا مجال لنلتقي بقضية كلية تتجاوز نطاق الخبرة الحسية المباشرة.
ويناقش الصدر المذهب التجريبي في قاعدته هذه مناقشة تفضح تهافتها : ( يلاحظ إلى جانب ذلك تهافتاً منطقياً في ايمان التجريبيين
__________________
١ ـ م. ن ، ص ٥٠٤.
٢ ـ م. ن ، ص ٤٨٠.