الذاتي يرجع المعرفة إلى سيكولوجية صرفة لا علاقة لها بالمبررات الموضوعية (١) مع أن باقر الصدر حاول في أكثر من مورد دفع هذا التوهّم ومن بينها هذا المقام الذي أكد فيه أن المرحلة الذاتية تتكفّل إثبات اليقين الموضوعي. وفي مقام آخر يقول شارحاً طريقة التوالد الذاتي : ( إنها لا تقوم على أساس التلازم الموضوعي بين القضية المستنتجة التي تمثّل مقدمات لها : ( ولكن هذا لا يعني فسح المجال لاستنتاج أي قضية من أي قضية أخرى على أساس التوالد الذاتي دون تقيد بالتلازم بين القضيتين فنستنتج مثلا ان زيداً قد مات من أن الشمس طالعة وأن حجم الأرض أكبر من حجم القمر من أن الأرض تشتمل على معادن كثيرة فإن هذا يؤدي إلى جعل طريقة التوالد الذاتي مبرراً لأي استدلال خاطىء وليس هذا ما نقصده عندما نقرّر هذه الطريقة إلى جانب طريقة التوالد الموضوعي ) (٢). وبذلك يضع باقر الصدر يده على سرّ الحاجة إلى المنطق الذاتي لكي نميز بين الشروط التي تجعل طريق التوالد الذاتي معقولة عن غيرها.
كما هو الحال عندما احتجنا إلى المنطق الصوري لنعرف صيغ التلازم بين القضايا التي تجعل طريقة التوالد الموضوعي صحيحة ( أشكال القياس ).
__________________
١ ـ انظر : مناظرة في الأسس المنطقية للاستقراء في ضوء دراسة الدكتور سروش واشتباهات هذا الأخير.
٢ ـ محمد باقر الصدر : الأسس المنطقية للاستقراء ، ص ١٤٠.