لقسم كبير جداً من العالم ليست هناك ايديولوجيا تدعي الشمولية حالياً تكون في موقع يمكنها من منافسة الديمقراطية الليبرالية ) (١) حتى الإسلام الذي يقرّ بأنه نظاماً ايديولوجياً متماسكاً ولكنه لا يعترف له بالقدرة على المنافسة خارج الحدود الجغرافية والتاريخية للعالم الإسلامي يقول : ( صحيح ان الإسلام يشكل ايديولوجية متماسكة شأن الليبرالية والشيوعية وله نظامه الأخلاقي الخاص وعقيدته الخاصة في العدالة السياسية والاجتماعية فدعوة الإسلام هي ذات طابع شمولي وهي تتوجه إلى جميع الناس .. وبالرغم من القوة التي أبداها الإسلام في تجدده الحالي إلاّ أن هذا الدين لا يبدو أنه يمارس أية جاذبية خارج الأصقاع التي كانت إسلامية ثقافياً منذ بداياتها فقد ولّى زمن الغزو الثقافي للإسلام كما يبدو انه يستطيع استعادة بلدان فلتت منه لفترة لكنه لا يقدم أبداً الاغراءات لشبيبة برلين وطوكيو وموسكو إذا كان هناك مليار من الناس تقريباً ينتمون للثقافة الإسلامية ( أي خمس سكان العالم ) فانهم لن يتمكّنوا من منافسة الديمقراطية الليبرالية في عقر دارها في مجال الافكار ) (٢) .. لقد غاب عن فوكاياما .. وهو يعلن عن نهاية ( تاريخهم ) ويناقش النظرية الإسلامية من منظور وضعي أنّه غير قادر على تفهّم ما لهذه المدرسة من عمق وامتداد وتأصل في النفوس والآفاق .. غاب عنه إن وفي نفس
__________________
١ و ٢ ـ فرنسيس فوكايا : نهاية التاريخ والانسان الأخير ، مركز الانماء القومي ١٩٩٣ ص ٧١.