لاكتشاف الخيط الرفيع الذي يشدّ حلقات هذا الخط الإلهي الممتد والمستمر في التاريخ لأن المدارس الكلاسيكية تدرس عادة الأئمة بشكل تجزيئي وتفصل مرحلة كل إمام عن الإمام الذي يسبقه والذي يليه ولا تهتم بالأهداف التخطيطية المشتركة التي يلتقي حولها أكثر من إمام ولا تحاول أن تعطي تفسيراً مَنْطقياً لهذا الاختلاف في الأدوار بين الأئمة ( عليهم السلام ) ولذلك توحي هذه الدراسات بصورة يمزقها التناقض بين الأئمة أنفسهم فلا نفهم كيف يصالح الحسن ( عليه السلام ) بينما يثور الحسين ويلجأ الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) إلى الدعاء بينما يتجه الباقر ( عليه السلام ) والصادق ( عليه السلام ) إلى الفقه والحديث ... ( فإذا قمنا بدراسة أحوال الأئمة ، على المستويين ( التجزيئي والترابطي ) فسوف نواجه على المستوى الأول اختلافاً وتبايناً في السلوك وتناقضاً من الناحية الشخصية في الأدوار التي مارسها الأئمة ( عليهم السلام ) ) (١) وأما على المستوى الثاني وباعتماد النهج الترابطي فانه ستزول كل هذه الاختلافات لانها تبدو حينئذ مجرد تعابير مختلفة عن حقيقة واحدة تنوعت تمثلاتها وفقاً لاختلاف الظروف والملابسات التي مر بها كل إمام ( عليه السلام ) ويستدل باقر الصدر على الدور المشترك بأمرين أساسيين :
أ ـ تكرر ظواهر في حياة الأئمة : يذكر الصدر منها : استشهاد الإمام علي بنصوص الإمامة وتكرر الموقف نفسه من قبل الإمام الحسن والحسين ، والباقر ( عليهم السلام ) الخ ...
__________________
١ ـ محمد باقر الصدر ، أهل البيت : تنوع أدوار ووحدة هدف ، دار التعارف ، ص ١٤١.