للإنسان والصراع بين متطلبات ذاته وشهواته وغرائزه وبين ما تستوجبه القيم والتعاليم الدينية فالتوحيد يعطي الرؤية الفكرية والايديولوجية الواضحة التي تلبّي كل الطموحات وكل الغايات في مثل أعلى.
( والعدل ) كصفة من صفات الله .. لها ميزتها الاجتماعية حَيْثُ تساهم بفعالية في توجيه البشرية وحمايتها من السقوط في متاهة الظلم والنبوة توفر قاعدة الاتصال والرابطة الموضوعية بين الانسان والمثل الاعلى : هذه الصلة التي توجه فيها هذا المثل الأعلى البشرية من خلال انبيائه ويهديهم إلى سبيل السعادة والرفاه. ( والامامة ) هي الامتداد القيادي للأنبياء في حياة الناس ، والحاجة إليهم تنبع من الحاجة في استمرارية رسالة الثورة التي يقوم بها الأنبياء في مجتمعاتهم ولا يستكملونها أما ( المعاد ) فهو الركيزة التي تمنح الإنسان الشعور بالمسؤولية والضمانات الموضوعية ( اذن اصول الدين في الحقيقة وبالتعبير التحليلي على ضوء ما ذكرناه هي كلها عناصر تساهم في تركيب هذا المثل الأعلى وفي إعطاء تلك العلاقة الاجتماعية بصيغها القرآنية الرباعية ) (١).
المورد الثاني :
في هذا المجال يطبق باقر الصدر المنهج الموضوعي على حياة أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) فيتجاوز التقليد السائد في دراسة سيرة الأئمة ويسعى
__________________
١ ـ م. ن ، ص ١٩٩.