هذه الاطروحة للدين في قاعدته العقائدية والمفاهيمية وكيف تمثل حلا للمشكلة الاجتماعية يرتقي بها باقر الصدر ويطورها أكثر في ( المدرسة القرآنية ) حيث يؤصل أكثر فأكثر هذه النظرية في بحث مقارن بين النظرية الاجتماعية الإسلامية والنظريات الوضعية الأخرى حيث تستند الثانية إلى صيغة اجتماعية ثلاثية مقابل الصيغة الاجتماعية الرباعية التي تؤمن بها النظرية الاسلامية : ان كل المجتمعات تؤمن بوجود عصرين اساسيين : الإنسان والطبيعة ففي كل مجتمع لابدَّ من انسان ولابدَّ من ارض وموارد طبيعية ليمارس في ظلها الإنسان دوره الاجتماعي.
لكن العنصر المرن والمختلف من نظام اجتماعي إلى نظام آخر هو العلاقة الاجتماعية فلكل مجتمع خصوصيات في نسج هذه العلاقة المعنوية بين الإنسان واخيه الإنسان وبين الإنسان والطبيعة.
هذا العنصر المرن له صيغتان :
ـ صيغة ثلاثية : لأنها تحدد الأطراف في ثلاثة ( الإنسان ـ الطبيعة ـ الإنسان ).
ـ صيغة رباعية لأنها تؤمن باربعة أطراف ( والله ـ الإنسان ـ الطبيعة ـ الإنسان ).
ولا يتوهم أن الصيغة الرباعية تمتاز باضافة عددية لعنصر جديد فحسب بل ( إن هذه الإضافة تحدث تغييراً نوعياً في بنية العلاقة الاجتماعية وفي تركيبة الاطراف الثلاثة الاخرى نفسها من هنا ليس هذا