تعلمت الكثير من الأمور ، فالأجواء الروحية في الكنيسة وكذلك تشجيع ودعم الأهل ، أضف إلى ذلك حب التعلم والظهور لدى الطفل ، كلها كانت عوامل تساعد على بناء الشخصية المسيحية لهذا الطفل ، ولا أبالغ إن قلت إن ذكريات تلك الفترة ما زالت إلى الآن في ذهني ، فأني أحفظ بعض ما تعلمته من طقوس وأناشيد دينية في تلك المدة حتى الآن. وعندما بلغت واشتد عودي ، ترسخت في نفسي هذه العقائد والتعاليم فكنت أمارس الطقوس الدينية من صلاة وصيام ، وأذهب إلى الكنيسة بانتظام ولا سيما في ( القداس الكبير ) عصر يوم الأحد وتعلمت كيفية إعلان التوبة وطلب المغفرة من الرب ، بالاعتراف أمام الأب في الكنيسة. إذ كان الأب يجلس في داخل غرفة صغيرة لا تتعدى المتر المربع مصنوعة من الخشب ، ولها باب واحد توضع عليه ستارة ذات فتحتين صغيرتين في الوسط منها تقريبا ، واحدة للرجال وأخرى للنساء ، فكنا نجلس أمام الأب ونعترف له بخطايانا ، فيأمرنا بعدم الرجوع إليها ويوجب علينا قراءة بعض الصلوات والتراتيل لمغفرة تلك الخطايا.
واشتد حبي للمسيحية أكثر حينما بعث والدي أخي الصغير إلى
__________________
الطفل عندما يبلغ سن السابعة ، ولكي تترسخ تعاليم المسيحية في نفسه يرسل إلى الكنيسة في العطلة الصيفية ولفترة من ثلاثة أسابيع إلى شهر وذلك لتعلم الصلاة وبعض الطقوس والأناشيد الدينية.