والإشارة الأكثر وضوحا نجدها في ( أعمال الرسل ) وعلى لسان وصيه ( بطرس ) حيث يقول : أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال ، يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله ، بقوات وعجائب وآيات ، صنعها الله بيده في وسطكم كما أنتم أيضا تعلمون ( أعمال الرسل : ٢ : ٢٢ ). وغيرها ، فهل يبقى مجال لمدعي أن يقول أن المسيح ( عليه السلام ) كان يجري المعجزات باستقلالية وبسلطته الخاصة؟! فلا معنى لفهم كلمة ( أب ) و ( وابن الله ) بالمعنى الحقيقي لشخص عيسى ( عليه السلام ).
سادسا : مما تبين سابقا فإن هذه الأقانيم الثلاثة لم تذكر مجتمعة إلا في موضع واحد ، وهو في آخر إنجيل متي ، فهو بعد ما يتحدث عن قيامة المسيح ( عليه السلام ) من بين الأموات ، يذكر أنه ( عليه السلام ) ظهر لتلاميذه ، وقال لهم فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم ( باسم الأب والابن والروح القدس ) ( متي : ٢٨ : ١٩ ) ، ويورد على هذا النص ما يلي :
أ ـ هذا النقل مخالف لنقل آخر عن نفس القصة حسب إنجيل مرقس ولوقا ، فمرقس يذكر ( مر : ١٦ : ١٤ ) ( أخيرا ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم ، لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام وقال لهم اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها. وأما لوقا فإنه ينقل الحديث بشكل آخر مختلف فهو يذكر وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من