إشارة إلى الله سبحانه ، فإنه يستعمله في المعنى الحقيقي ، ويجيبون على ذلك بقولهم : ( أن المسيح ( عليه السلام ) أجرى الكثير من المعجزات كإحياء الموتى ، وإشفاء المرضى وغيرها ) ، فإذا قلنا بأن الأنبياء أيضا جرت على أيديهم المعاجز مثل إيليا وأليشع وموسى وغيرهم ، قالوا ( نعم ، ولكن الطريقة التي كان يجري بها المعاجز تميزه عن باقي الأنبياء صانعي العجائب ، فالآخرون كانوا يصنعون المعجزات بقدرة الله وسلطانه ، في حين أن المسيح ( عليه السلام ) كان يجريها بسلطته الخاصة ، وذلك بإشارة واحدة ، أو حركة ، وغالبا بلكمة كان مفعولها يتم حالا ولهذا فإنه كان يظهر ألوهيته من خلال هذه المعاجز (١) ...
ولكن هذا الكلام مخالف للعهد الجديد ولتعاليم المسيح ( عليه السلام ) الذي يعترف مرارا بأنه لا يفعل هذه المعاجز باستقلاليته وقوته الخاصة بل بمشية أبيه وربه حيث يقول أنا لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئا ، كما أسمع أدين ودينونتي عادلة ، لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني ( يو : ٥ : ٣٠ ) وكذلك هذا ما يذكره لوقا في إنجيله أنظر ( لو : ١١ : ٢٠ ) أن كنت بأصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله فالاصبع إشارة إلى القدرة الإلهية كما هو واضح.
__________________
(١) المسيح في الفكر الاسلامي : ٢٣٦.