الأعمال.
والذي يطالع العهد الجديد يتضح له جليا أن المسيح ( عليه السلام ) لم يلغ الشريعة بمجيئه أبدا ، بل على العكس من ذلك فإنه أوصى بها قولا ، وعمل بها فعلا ، نعم هو أكد على الالتفات إلى باطن الشريعة أيضا دون الاكتفاء بالافعال الخارجية والظاهرية ولكنه لم يبطل أبدا الشريعة الظاهرية ..
ولكننا نرى الآن أن المسيحيين قد تخلوا عن الشريعة الموسوية ، وهم ينظرون إلى الشريعة والديانة اليهودية بأنها شريعة وقتية وغير كاملة ، بل أعدت استعدادا لمجئ المسيح ( عليه السلام ) (١).
فيطرح الآن السؤال المهم وهو : إذا كان المسيح ( عليه السلام ) قد أوصى وأكد على الشريعة كما رأينا ، وأمر بحفظها والعمل بها ، فمن هو الذي عطلها وأهملها وأكتفي بالإيمان بالمسيح ( عليه السلام ) بدلا عنها؟ فالمسيحي المؤمن بعيسى ( عليه السلام ) المخلص لم يعد بحاجة إلى شريعة!!!
فيأتينا الجواب من العهد الجديد ، هو بولس القديس ولنوضح كيفية ذلك :
__________________
(١) قاموس الكتاب المقدس : ٥٩٨.