واستمر بولس وبرنابا يرويان الآيات التي جرت بين غير اليهود فقام يعقوب ( راعي الكنيسة في أورشليم ) وقال : أرى أن لا نثقل على الذين يهتدون إلى الله من غير اليهود ، بل نكتب إليهم أن يمتنعوا عن ذبائح الأصنام النجسة ، والزنا ، والحيوان المخنوق والدم ، فلشريعة موسى من قديم الزمان معلمون في كل مدينة يقرأونها كل سبت في المجامع ( أعمال الرسل : ١٥ : ١٩ ـ ٢١ ).
وكان هذا أول تباعد عن بعض أحكام الشريعة التي أوصى المسيح ( عليه السلام ) بحفظها ، حيث أن ( تيطس ) رفيق بولس لم يختتن ( غل : ٢ : ١ ـ ١٠ ) والوثنيين الذين آمنوا بالمسيح ( عليه السلام ) أيضا لم يوجب عليهم الختان ..
ولكن لم تنته المسألة إلى هذا الحد ، فبولس بدأ شيئا فشيئا بنشر أفكاره وآرائه الجديدة ، فبولس الذي ليس من الرسل وبخ بطرس ( الوصي ) ولامه على فعله كما يذكر ذلك في رسالته : وعندما جاء بطرس إلى أنطاكية قاومته وجها لوجه لأنه كان يستحق اللوم ، فقبل مجئ قوم من عند بعقوب ( أورشليم ) كان بطرس يأكل مع غير اليهود فلما وصلوا تجنبهم وانفصل عنهم خوفا من دعاة الختان وجاراه سائر اليهود في ريائه ( غلاطية : ٢ : ١١ ) ، وبعد أن رأى بولس أن بطرس الوصي لا يستقيم مع البشارة وبخه ( غل : ٢ : ١٤ ) وأعلن نظريته الجديدة أن الله لا يبرر الإنسان لأنه يعمل بأحكام الشريعة ، بل لأنه يؤمن بيسوع المسيح ( عليه السلام ). ولذلك آمنا بالمسيح